هل تساءلت يومًا عن الفرق بين الشاي الأخضر والأسود؟ أو هل سمعت عن الشاي الأبيض؟ وهل تعرف أنّ هناك أنواع أخرى مثل شاي الماتشا الذي أصبح شائعًا بين محبي نمط الحياة الصحي؟ رغم أن معظم أنواع الشاي تُستخرج من نبات واحد وهو الكاميليا الصينية (Camellia sinensis)، إلا أن طرق المعالجة والبيئة تخلق نكهات وفوائد متنوعة.
في هذا المقال، سنأخذك بجولة عبر أشهر أنواع الشاي وخصائص كل نوع، لتختار ما يناسب ذوقك وأسلوب حياتك.
1. الشاي الأسود
يعد الشاي الأسود النوع الأكثر شيوعًا وانتشارًا في العالم، خاصة في أوروبا، الهند، والشرق الأوسط. ويتميز بلونه الداكن ونكهته القوية، ويُعتبر الأعلى في نسبة الكافيين مقارنة بباقي الأنواع.
كيف يُحضّر؟
يمرّ الشاي الأسود بعدة مراحل تبدأ بقطف الأوراق، ثم تُترك لتذبل، وبعدها تُلف أو تُكسر بلطف لتحفيز الأكسدة. خلال هذه العملية، تتفاعل الإنزيمات الموجودة في الورقة مع الهواء، ما يؤدي إلى تغيّر لون الأوراق إلى البني الداكن، وتكوُّن مركبات تمنحه نكهته القوية. بعد ذلك تُجفف الأوراق ليُحفظ الشاي ويُستخدم للشرب.
كيف يُشرب؟
يُشرب الشاي الأسود عادة ساخنًا بعد تحضيره بغلي الماء وصبّه على الأوراق، ثم يُترك لبضع دقائق حتى يتخمر وتظهر نكهته. يمكن تناوله سادة كما هو، أو مع إضافة الحليب، كما يمكن تحليته بالعسل أو السكر، أو تبهيره بالقرفة أو الهيل حسب الذوق.
2- الشاي الأخضر
يُعد الشاي الأخضر من أقدم أنواع الشاي وأكثرها ارتباطًا بالثقافات الآسيوية، خاصة في الصين واليابان. يتميز بلونه الأخضر المصفر ونكهته العشبية أو النباتية الخفيفة، ويُعرف بفوائده الصحية العالية بفضل احتوائه على نسبة مرتفعة من مضادات الأكسدة وقلة الكافيين مقارنةً بالشاي الأسود.
كيف يُحضّر؟
تُقطف أوراق الشاي الأخضر ثم تُسخّن مباشرة إما بالتبخير (في اليابان) أو التحمير في المقلاة (في الصين) بهدف إيقاف الأكسدة. بعد ذلك تُلف الأوراق وتُجفف. عدم السماح للأوراق بالأكسدة هو ما يُحافظ على لونها الأخضر وطعمها النقي.
كيف يُشرب؟
يُحضَّر الشاي الأخضر عادة بنقع الأوراق في ماء ساخن دون غليان (حوالي 70-80 درجة مئوية) لبضع دقائق فقط، حتى لا يصبح طعمه مرًا. ويُشرب كما هو، ويمكن إضافة الليمون أو أوراق النعناع أو العسل لتحسين النكهة.
اقرأ أيضًا: ما الفرق بين شاي الماتشا والشاي الأخضر؟
3. الشاي الأبيض
يُعتبر الشاي الأبيض من ألطف أنواع الشاي وأقلها معالجة، ويتميز بلونه الفاتح ونكهته الخفيفة الرقيقة. يُقطف عادة من براعم الشاي الصغيرة المغطاة بزغب أبيض ناعم، وله شهرة خاصة في الصين، وخصوصًا في إقليم فوجيان.
كيف يُحضّر؟
تُقطف الأوراق أو البراعم بعناية ثم تُترك لتذبل وتجف طبيعيًا، دون تعريضها للأكسدة أو الحرارة الشديدة، ما يُحافظ على مركباتها الطبيعية ويجعلها غنية بمضادات الأكسدة.
كيف يُشرب؟
يُنقع الشاي الأبيض في ماء ساخن بدرجة أقل من الغليان (حوالي 75-85 درجة مئوية) لمدة 3 إلى 5 دقائق. يُشرب غالبًا بدون إضافات حتى لا تطغى النكهات على طعمه الخفيف، لكن يمكن تحليته بكمية خفيفة من العسل.
4. شاي الماتشا (Matcha)
الماتشا هو نوع خاص من الشاي الأخضر يأتي في صورة مسحوق ناعم، ويُشتهر باستخدامه في طقوس الشاي اليابانية. يتميز بلونه الأخضر اليانع ونكهته الغنية المائلة إلى المرارة (أومامي). ويحتوي على نسبة جيدة من الكافيين، أقل من القهوة وأعلى من الشاي الأخضر.
كيف يُحضّر؟
تُزرع أوراق الماتشا في الظل لأسابيع قبل الحصاد، ما يزيد من تركيز الكلوروفيل. بعد الحصاد تُبخر الأوراق وتجفف ثم تُطحن باستخدام أحجار خاصة حتى تصبح مسحوقًا ناعمًا جدًا.
كيف يُشرب؟
يُخفق مسحوق الماتشا في ماء ساخن (80 درجة مئوية تقريبًا) باستخدام خفاقة من البامبو أو خفاقة كهربائية حتى تتكون رغوة خفيفة. يمكن أيضًا تحضيره مع الحليب النباتي أو العادي لصنع ماتشا لاتيه. كما يُستخدم في الحلويات والمشروبات الباردة.
إذا كنت من عشاق هذا المشروب الأخضر المميز، فلا تفوّت قراءة هذه المقالات لمزيد من التفاصيل:
🧁 حلويات الماتشا: 5 وصفات شهية لعشاق النكهات الفريدة
⚡ هل يحتوي الماتشا على الكافيين؟ إليك الحقيقة الكاملة
🧋ما هي أدوات تحضير مشروب الماتشا؟
هل ترغب بتجربة الماتشا بنفسك؟
تسوّق الآن أجود أنواع شاي الماتشا وأكثرها تميزًا عبر متجرنا “أو ماتشا”، واختر الدرجة التي تناسب ذوقك واحتياجاتك، واستمتع بمذاق شهي وجودة عالية تشعر بها من أول رشفة!
5. شاي الأولونغ (Oolong)
شاي الأولونغ هو شاي مؤكسد جزئيًّا، يجمع بين خصائص الشاي الأخضر والأسود. يتميز بتنوع واسع في النكهات حسب نسبة التأكسد، وبذلك يتراوح بين نكهة خفيفة تشبه الأخضر إلى قوية تشبه الأسود، ويشتهر إنتاجه في الصين وتايوان.
كيف يُحضّر؟
تُترك أوراق الشاي لتذبل، ثم تُهز أو تُلف بلطف لتبدأ الأكسدة الجزئية، وتتوقف في مرحلة معينة حسب نوع الشاي المطلوب، وبعدها تُجفف الأوراق وتحفظ.
كيف يُشرب؟
يُحضَّر بنقع الأوراق في ماء ساخن (85-90 درجة مئوية) لمدة 3 إلى 5 دقائق، ويمكن شربه كما هو أو مع إضافة خفيفة من العسل. وغالبًا ما يُعاد نقع نفس الأوراق عدة مرات لاستخلاص النكهات المتعددة.
6. شاي البو-إر (Pu-erh)
شاي البو-إر هو شاي مُخمَّر يُنتج غالبًا في إقليم يونان الصيني، ويُعرف بمذاقه الترابي القوي ونكهته التي تتحسن مع مرور الزمن، تمامًا مثل النبيذ.
كيف يُحضّر؟
بعد قطف الأوراق، تُبخر وتُجفف، ثم تُخزّن لتخضع لعملية تخمير طبيعية أو سريعة. هذا التخمير يُكسب الشاي طابعه المميز ويجعله قابلًا للتخزين لعشرات السنين.
كيف يُشرب؟
يُنقع في ماء مغلي لعدة دقائق، وغالبًا ما يُشرب بدون إضافات. يمكن أيضًا إعادة نقع الأوراق مرات متعددة.
7. الشاي البنفسجي (Purple Tea)
شاي نادر يتم استخلاصه من سلالة نادرة من نبات الكاميليا، تحتوي على صبغة أنثوسيانين التي تعطيه لونه البنفسجي. يُزرع في كينيا، ويُعتبر غنيًا بمضادات الأكسدة ويحتوي على كافيين أقل من الشاي الأسود أو الأخضر.
كيف يُحضّر؟
تُقطف الأوراق وتُجفف وتخضع لتأكسد جزئي، ما يمنحها خصائص بين الشاي الأخضر والأولونغ.
كيف يُشرب؟
يُنقع في ماء ساخن قريب من الغليان ويُترك 2–4 دقائق. يُشرب غالبًا بدون إضافات للاستمتاع بلونه الفريد ونكهته الناعمة اللطيفة.
8. شاي المتة (Yerba Mate)
مشروب تقليدي من أمريكا الجنوبية، يُصنع من أوراق نبات الـ”يربا متة”، ويحتوي على كافيين بنسبة معتدلة. يُعرف بتأثيره المنشّط وفوائده الصحية.
كيف يُحضّر؟
تُجفف الأوراق وتُنقع في ماء ساخن (وليس مغليًا)، وتُقدّم عادة في وعاء تقليدي يُسمى “الماتيه” ويُشرب من خلال مصاصة معدنية تُسمى “البومبيّا”.
كيف يُشرب؟
يُشرب ساخنًا، ويمكن تجديد الماء الساخن مرات عدة على نفس الأوراق. البعض يضيف إليه أعشابًا أو عصير ليمون أو عسل حسب الذوق.
9. الشاي العشبي
لا يُعد الشاي العشبي شايًا بالمعنى التقليدي لأنه لا يُستخرج من أوراق نبات الشاي، بل يُحضّر من أعشاب أو زهور أو فواكه مجففة، وغالبًا ما يُستخدم لأغراض صحية مثل تهدئة الأعصاب أو دعم الهضم. وهو خالٍ من الكافيين.
كيف يُحضّر؟
تُضاف الأعشاب أو الزهور المجففة إلى ماء مغلي وتُترك لتُنقع لبضع دقائق (عادة من 5 إلى 10 دقائق) حسب نوع العشبة.
كيف يُشرب؟
يُشرب ساخنًا دون إضافات عادة، لكن يمكن تحليته بالعسل أو إضافة الليمون أو النعناع حسب الرغبة. بعض الأنواع مثل الزنجبيل يمكن شربها أيضًا باردة.
10. شاي الرويبوس
شاي عشبي يُعرف أيضًا بالشاي الأحمر، يُستخرج من نبتة تنمو في جنوب إفريقيا. خالٍ من الكافيين، ويتميز بطعمه الناعم ذي الحلاوة الخفيفة.
كيف يُحضّر؟
تُغلى أوراق الرويبوس أو تُنقع في ماء مغلي لمدة 5 إلى 7 دقائق تقريبًا، وكلما زاد الوقت زادت النكهة غنىً.
كيف يُشرب؟
يمكن شربه كما هو، أو يُضاف إليه الحليب (وخصوصًا الحليب النباتي) ليُصبح قريبًا من شاي اللاتيه، ويمكن تحليته بالعسل أو السكر.
11. شاي بوير
شاي مخمّر ومعتّق يُنتج في مقاطعة يونّان بالصين. له طعم ترابي عميق يشبه النبيذ المعتّق، وتزداد نكهته عمقًا مع مرور الوقت. يحتوي على كافيين بدرجة متوسطة.
كيف يُحضّر؟
تُشطف أوراقه أولًا بماء ساخن ثم تُنقع في ماء مغلي لبضع دقائق (3 إلى 5 دقائق). يمكن تكرار نقع نفس الأوراق مرات عدة.
كيف يُشرب؟
يُشرب عادة دون إضافات للاستمتاع بنكهات التعتيق، لكن يمكن تحليته حسب الذوق. بعض الأنواع تُقدّم باردة أيضًا.
12. الشاي الأصفر
من أندر أنواع الشاي، يُنتَج بكميات محدودة في الصين، ويُشبه في تحضيره الشاي الأخضر مع خطوة إضافية تمنح نكهته نعومة خاصة ولونه الذهبي المميز.
كيف يُحضّر؟
تُنقع أوراق الشاي في ماء ساخن (وليس مغليًا جدًا، تقريبًا 75–80 درجة مئوية) لمدة 2 إلى 4 دقائق لتظهر نكهته الرقيقة.
كيف يُشرب؟
يُشرب بدون إضافات غالبًا للاستمتاع بمذاقه النقي والناعم، ويُفضّله عشّاق الشاي الخفيف والعطري.
سواء كنت من محبّي النكهات القوية أو العطرية، الساخنة أو الباردة، التقليدية أو النادرة، فإن عالم الشاي واسع، ويقدّم لك تجربة غنية تستحق الاكتشاف. اكتشافك لهذه الأنواع قد يكون بداية رحلة ذوقية ممتعة تأخذك إلى ثقافات مختلفة في كل رشفة.